مستقبل العمل: كيف ستبدو المكاتب في ميتافيرس؟
يختلف مستقبل العمل الآن اختلافاً كبيراً عما كان عليه قبل بضع سنوات. مع ظهور التقنيات الجديدة، مثل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) وميتافيرس، يتزايد عدد الشركات التي تنقل نشاطها إلى الفضاء الإلكتروني.
إيجابيات العمل في ميتافيرس كثيرة ومنها تحسين المرونة والكفاءة والإنتاجية، حيث تشهد الشركات التي نقلت عملها بالفعل إلى العالم الافتراضي نتائج مثيرة للاهتمام، ولكن قبل أن نخوض في تفاصيل إيجابيات ميتافيرس، سنتعرف على مفهوم الميتافيرس.
ما هو ميتافيرس؟
هو عالم افتراضي على شبكة الإنترنت ، ويضم عدداً من بيئات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) التي يمكن للناس استكشافها والتفاعل معها. يمكننا القول أن ميتافيرس نسخة افتراضية عن العالم الحقيقي، حيث يمكنك التعرف على أشخاص جدد وزيارة أماكن جديدة والقيام بأي شيء يمكنك تخيله.
واحدة من أهم مزايا العمل في ميتافيرس القدرة على العمل من أي مكان في العالم. لن تتقيد بموقع عمل واحد عند استخدامك لمكتب افتراضي حيث يمكنك العيش والعمل في أي مكان تريده، وستتمكن من تحديد ساعات عملك في أي وقت تريده وفقاً لجدولك اليومي.
كيفية الوصول إلى ميتافيرس
يمكن الوصول إلى ميتافيرس عبر أجهزة مختلفة مثل سماعات الواقع الافتراضي ونظارات الواقع المعزز إضافة إلى الهواتف الذكية. منصات ميتافيرس مختلفة وكثيرة ولكل منها ميزات وإمكانات فريدة.
فلنلقِ نظرة على أكثر المنصات انتشاراً:
- سيكند لايف: أقدم وأشهر منصات ميتافيرس وعادة ما تستخدمها العديد من الشركات بغض النظر عن حجمها بدءاً بالشركات الشبابية صغيرة الحجم وانتهاءاً بالشركات المعروفة.
- سانسار: وهي منصة حديثة أطلقها فريق العمل المسؤول عن منصة سيكند لايف. يتيح تصميم هذه المنصة سهولة أكبر في استخدامها والوصول إليها.
- هاى فديليتى: إحدى منصات ميتافيرس المعروفة وتتيح لمستخدميها إمكانية خلق عالمهم الافتراضي.
- في آر شات: منصة تواصل اجتماعي في ميتافيرس وتحظى بشعبية بين محبي الألعاب الإلكترونية ولها الكثير من المستخدمين.
هل التسويق في ميتافيرس أفضل من التسويق في عالمنا الحقيقي؟
تأثير ميتافيرس على التسويق والإعلان موضوع أثار الاهتمام وكثرت الأسئلة حوله. الواقع الافتراضي طريقة جديدة وفريدة من نوعها للتفاعل مع العملاء والترويج للمنتجات. ستشارك الشركات عملاءها منتجات افتراضية فريدة يمكن تجربتها قبل شرائها، ومن الممكن أن يغير ذلك مفهوم تسويق المنتجات والخدمات.
مع ذلك، هناك بعض الجوانب السلبية المحتملة للتسويق في ميتافيرس. أحدها صعوبة التحكم في نفقات الحملات التسويقية لأن الواقع الافتراضي تقنية جديدة لا يمكن للشركات أن تقيس عائد الاستثمار فيها بشكل دقيق. قد لا يكون لدى العملاء الاستعداد الكافي لتقبل هذا التغيير، وهذا أحد الجوانب السلبية الأخرى المحتملة لأن الواقع الافتراضي بيئة احترافية لا يرتاح بعض الأشخاص لفكرة تجربتها والخوض فيها.
علاوة على ذلك، يجب أن يكون هناك عدد كبير وكافٍ من مستخدمي ميتافيرس كي يستمرعمل الشركات والحملات التسويقية فيها. كما يجب أن يكون المستخدمون جزءًا من الفئة التي تستهدفها الشركات. وسيتطلب ذلك تحليل نظام منصات ميتافيرس خلال مدة زمنية طويلة إضافة إلى رأس مال كافٍ لتشغيل منصة تجريبية.
هل يستطيع ميتافيرس تحسين التواصل في مساحات العمل؟
يعد تحسين التواصل و تعزيز التعاون بين الموظفين أحد إيجابيات ميتافيرس الأساسية، حيث يتيح الواقع الافتراضي للأشخاص إمكانية الاجتماع بزملائهم والعمل معهم في مساحة افتراضية مشتركة، بغض النظر عن مكان تواجدهم حول العالم. ومن الممكن أن يسهل ذلك التواصل مع الزملاء والعملاء وبناء علاقات مع أشخاص محترفيين.
ومن الممكن أن يحسن ميتافيرس التواصل بين أفراد فريق العمل في المكتب الافتراضي حيث يستطيع الموظفون التواصل مباشرة مع زملائهم ومدرائهم مما يساهم في إبقاء الجميع على إطلاع تام بما يجري وبالتالي إيجاد حلول أكثر سهولة للمشكلات.
ما هي الآثار المحتملة للعمل في ميتافيرس؟
الواقع الافتراضي قادر على إحداث تغيير جذري على مستوى حياتنا الشخصية والمهنية. بالنسبة للشركات، الانتقال إلى ميتافيرس قد يغير قواعد اللعبة حيث يمكن للموظفين العمل بفضل المكاتب الافتراضية من أي مكان في العالم وقد تصل حملات التسويق إلى مستوى جديد كلياً.
تتيح مكاتب سيرفكورب الافتراضية للشركات العمل من أي مكان في العالم، لكن لتقنية ميتافيرس عنصرًا مرئيًا مختلفًا.
من الممكن يؤثر ميتافرس على حياتنا الشخصية بشكل ملحوظ، وقد ينقلنا الواقع الافتراضي إلى عوالم مختلفة وربما يعطينا فرصة خوض تجارب لا يمكن تحقيقها في عالمنا الحقيقي. نتيجة لذلك، قد يصبح ميتافيرس موطناً ثانياً للعديد من الأشخاص.
وعلى الرغم من تطور تكنولوجيا ميتافيرس إلا أن الانتقال إليه لن يخلو من العديد من التحديات.
ما سلبيات العمل في ميتافيرس؟
إيجابيات العمل في ميتافيرس كثيرة لكن هناك بعض الجوانب السلبية المحتملة التي يجب مراعاتها. أحد أكبر هذه المخاطر اتكال الأشخاص على التكنولوجيا بشكل مفرط. الاتكال هذا قد يؤثر سلباً على قدرة الموظفين على التواصل أو التعاون فيما بينهم بشكل فعال في العالم الحقيقي وبالتالي سينعكس ذلك على جودة عملهم.
قد يكون العمل في ميتافيرس سبباً للانعزال وتجنب الاختلاط بالناس. من الممكن أن يكون الواقع الافتراضي طريقة رائعة للتواصل مع أشخاص من جميع أنحاء العالم، لكن الشعور بالعزلة قد يتسلل إليك بسهولة إن لم تكن معتادًا على العمل بمفردك.
انتشر في الفترة الماضية شكل مشابه لهذه العزلة حيث كثر تداول مصطلح (زووم فاتيج) أي الشعور بالعزلة والإرهاق خلال فترة الحجر الصحي التي أجبرتنا على العمل عن بعد واستخدام تطبيق زووم. وقد بلغ هذا الشعور ذروته خلال المراحل الأولى من فترة الحجر الصحي حين انقطع التواصل وجهاً لوجه مع زملاء العمل.
جانب سلبي آخر يتمثل في عدم استعداد الشركات لعملية نقل أعمالهم إلى ميتافيرس الذي لا يزال تقنية جديدة ومتطورة لن تستطيع جميع الشركات مواكبته. وعلى الرغم من تطور تكنولوجيا ميتافيرس بما يكفي لاستخدامه، إلا أنها قد لا تشكل بيئة العمل المناسبة لقطاعات العمل المختلفة، ويتطلب العمل في ميتافيرس بشكل كامل بحثاً مكثفاً.
في الوقت الحالي، ستعامل معظم الشركات ميتافيرس على أنه مجرد فكرة دون إعطائه أهمية كبيرة، لكن لا يمكننا إنكار الميزة التنافسية التي تضفيها جميع أشكال التكنولوجيا إلى الشركات.